ما مضى فات
تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره ، والحزن لماسيه حمق وجنون ، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة.
إن ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى ، يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان ، يقيد بحبال قوية في سجن
الإهمال فلا يخرج أبدا ، ويوصد عليه فلا يرى النور ، لأنه مضى وانتهى ، لا الحزن يعيده ، لا الهم يصلحه ،
لا الغم يصححه ، لا الكدر يحييه ، لأنه عدم ، لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت ، أنقذ نفسك من
شبح الماضي ، أتريد أن ترد النهر إلى مصبه ، والشمس إلى مطلعها ، والطفل إلى بطن أمه ، واللبن إلى الثدي ،
والدمعة إلى العين ، إن تفاعلك مع الماضي ، وقلقك منه واحتراقك بناره ، وانطراحك على أعتابه وضع مأساوي
رهيب مخيف مفزع.
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر ، وتمزيق للجهد ، ونسف للساعة الراهنة ، انتهى الأمر وقضي ، ولا
طائل من تشريح جثة الزمان ، وإعادة عجلة التا ريخ.
إن الذي يعود للماضي ، كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا ، وكالذي ينشر نشارة الخشب. وقديما قالوا لمن
يبكي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم ، إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا ،
نمل قصورنا الجميلة ، ونندب الأطلال البالية ، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا
لأن هذا هو المحال بعينه.
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف ، لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام
والقافلة تسير إلى الأمام ، فلا تخالف سنة الحياة.
:::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::
5- مقال
مقال شخصي ( نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم )
ولاءً لرسول الله و براءً من أعداء الله قاطعوهم ، يعذبهم اللهُ بأموالكم و يخزهم و ينصركم عليهم
الحمد لله ولي المؤمنين ، و الصلاة و السلام على النبي الأمي محمد و على آله
و صحبه و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
لقد سمع العالم و رأى على كل وسائل الإعلام ذلك العدوان على حبيب
المسلمين و مهجة قلوبهم و قرة عيونهم محمد صلى الله عليه و سلم
إلا أن ساكنا لم يتحرك ، و مستنكرا لم يتكلم ، و حقوقيا لم يصرِّح
فهذا من أخلاقهم و سماتهم فلا غرابة و لا دهشة من ذلك .
فأينك أيها المغيرة؟! ، إن نبيّك يهان و ما من مستثار
المغيرة ابن شعبة الذي كان يقف فوق رأس النبي صلى الله عليه و سلم حارساً
أثناء مفاوضات الحديبية و كان المفاوض عن المشركين هو عُروة ابن
مسعود الثقفي عمُّ المغيرة
فداعب عروةَ شعرات من لحية النبي صلى الله عليه و سلم ملاطفا له
أثناء التلاطف و هذه المداعبة نوع من دبلوماسية العرب
فضرب المغيرة يد عمّه بحد السيف و قال له :
"أخّر يدك عن لحية رسول الله ، قبل ألا تصل إليك يدك"
الله أكبر يا مغيرة ، الله أكبر يا مغيرة
أين عزة المسلم أين عزة المؤمن ، أين العزة الإسلام ، ديننا يهان
رساميهم يدنسون سمعة الصادق الأمين ، يهزؤون بالمسلمين
فأين أنتم يا مسلمين؟
أيها الأحباب أخوة الإيمان إن أصلا أصيلا من عقيدتنا و أساسا متينا من أسسها
و ركنٌ ركينٌ من أركانها هو أصل البراء و الولاء
براءٌ من الكفار و المشركين و المنافقين و الفاسقين
و ولاءٌ لله و لرسوله و للمؤمنين الموحِّدين
"إنما وليُّكمُ اللهُ و رسولُه و الذينَ ءامنوا..." .
أيها الثائرون الغاضبون لله و لدين الله أيها الباغضون للدينامركيين والنرويجيين في الله
أيها العاملون بحديث حبيب الله محمد صلى الله عليه و سلّم
(أوثقُ عُرى الإيمان : الحبُّ في اللهِ و البغضُ في الله)
إن من أهم و أوضح مظاهر الولاء لله و لرسوله إظهار حبهم و نصرتهم
" إن تنصروا اللهَ ينصركُم و يثبِّت أقدامَكُم "
و لعلَّ من أكثر انواع النصرة و المحبة لرسول الله فاعلية في هذه اللحظات
و أكثرها نجاعةَ في ردع أولئك الكافرين عبّاد الدرهم و الدينار
تجّارُ الأديان و الأوطان و عملاً بمعنى و مفهوم الولاءِ
أن نعمل ما بوسعنا لمقاطعة منتجاتهم و بضائعهم بكل أشكالها و أنواعها
من هذه اللحظة إلى حين أن تستجدي تلك الدولُ الباغيةُ المسلمينَ استجداءً
أن يكفوا عن المقاطعة ، ليروا أن العزّة لله و لرسوله و للمؤمنين ، و ليكون ذلك
رادعا لغيرهم أن يحتذوا حذوهم " و شرّد بهم من خلفهم "
عملاً بشعار المرحلة ( قاطعوهم ، يعذبهم اللهُ بأموالكم و يخزهم و ينصركم عليهم ) .
أيها العاملون لنصر دين الله و لعزّة رسول الله إن من المسلمين من يقلل من جدوى
هذا الأجراء و يثبّط العزائم و يبخس بضاعتنا و الله يقول
" لا تبخسوا الناس أشياءهم "
نذكّر هؤلاء الأخوة الأحبة بمواقف منها
1. ببعية العقبة الثانية ، أولئك الصحابة الكرام أعمدة دولة الإسلام بعد أن بايعوا
رسول الله على بنود البيعة أدركوا معانيها ، وفهموا تفاصيلها و مدلولاتها
كما علموا مدى أهمية الاقتصاد للكافرين
و فقهوا معنى البراء من الكافرين وجوب محاصرتهم و القضاء على اقتصادهم
فقال أبو الهيثم ابن التيهان أحد المبايعين لرسول الله صلي الله عليه وسلم :
يا رسول الله ، إن بيننا و بين الرجال حبالاً و إنا قاطعوها
أي بيننا و بين اليهود معاهدات تجارية و تبايعا و تبادلا للبضائع فإننا الآن
و بعد البيعة سنقطع هذه الارتباطات، فهل عسيتَ إن نحن فعلنا ذلك
ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك و تدعنا ؟ فهل يا رسول الله إن نصرك الله
و أقام دولتك تتركنا و تعود إلى مكة؟
فتبسم عليه الصلاة و السلام و قال : "بل الدمُ الدمْ و الهدمُ الهدمْ أنا منكم و أنتم منّي
أحارب من حاربتم و أسالم من سالمتم"
أيها الأخ في الله إن أردت أن تكون من رسول الله و أن يكون رسول الله منك
و أن يرتبط مصيرك بمصير رسول الله
فكن ناصرا له ، بريئًا من أعدائه .
2. لم يقاتل النبي صلي الله عليه وسلم أياً من يهود المدينة بعد نقض العهد مباشرة
و إنما لجأ إلى الحصار الاقتصادي عليهم حتى أنه قطّع نخيلهم
فبعثوا إليه الوفود يستجدوه أن يتركها فهي مصدر ر***هم
فلمّا توقف التقطيع أشاعوا بين المسلمين أن قرارا خاطئا قد أخذه محمد
إما القرار الأول بالتقطيع للأشجار أو القرار الثاني بوقف التقطيع
فنزل آيُ القرآنِ معززا لمحمد صلي الله عليه وسلم
مصادقا على قرار الحرب الاقتصادية فقال جل و علا :
" ما قطعتُم من لينةٍ أو تركتُمُوها قائمةً على أصولِها فبإذنِ اللهِ " .
أيها الأخ الحبيب عمل لا يكلّف شيئًا مقاطعةٌ لمنتجات أعداء رسول الله
و توعيةٌ للناس بضرورة مقاطعتها ، فمن تحجّج بجودة منتجاتهم و قلة جودة غيرها
و خصوصا من الألبان و الأجبان و أمثالها من الطعام
فإننا نذكره بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم المساءُ إليه
كان يربط على بطنه الحجرين و الثلاثة من شدة الجوع لأجل أن يصلنا
هذا الدين العظيم أنبخل بعد كل ذلك بتضحية
لا تذكر بجانب تضحياته صلى الله عليه و سلم؟
محمد الذي رُجم من سفهاء الطائف ، محمد الذي وضع سلا الجزور على رأسه
محمد الذي شُجَّ وجهه و كُسرت رباعيته صلي الله عليه وسلم في أحد
محمد الذي بلّغنا الرسالة و أدّى إلينا الأمانة ، محمد حبيب الله
محمد الذي قيل له : يا رسول الله طوبى لمن رآك و آمن بك
فقال فقال صلي الله عليه وسلم : " طوبى لمن رآني و آمن بي ، ثم طوبى ثم طوبى
ثم طوبى لمن آمن بي و لم يراني" فقال رجل : يا رسول الله و ما طوبى؟
فقال صلي الله عليه وسلم :
"شجرة في الجنة ، مسيرة مائة عام ، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها".
أيها الأحباب أنتم أصحاب القرار و غدا ستسألون في دار القرار :
ماذا فعلتم لتنتصروا لنبيكم من الأشرار؟.