أولا : مفهوم القواعد
القواعد مادة تطلق على ما يعرف بالنحو والصرف .
فالنحو : علم يبحث فيه عن أواخر الكلمات العربية من جهة الإعراب والبناء وتأثير السياق فيها
والصرف : علم يبحث فيه عن المفردات من حيث صورها ، وهيئاتها ، أو من حيث ما يعرض لها من صحة ، أو إعلال ، أو إبدال
ثانيا : أهميتها
إن الهدف من أية لغة – كانت - هو الفهم والإفهام ، أي فهمها حين ترى مكتوبة ، وإفهامها للآخرين بواسطة الكلام والكتابة . ومن الواضح أنه لا يمكن تحقيق هذه المهارات الأربع ( الاستماع والقراءة والتعبير الشفوي والكتابي ) دون معرفة قواعد تلك اللغة . فأهميتها تتجلى في كونها الوسيلة الأساسية للفهم والإفهام اللذين هما الغاية من دراسة اللغة .
ويرى ابن خلدون أن قوانين اللغة – قواعدها – وسائل للتعليم وليست غاية في ذاته ، وهذا يعني أنها وسيلة لضبط الكلام ،وصحة النطق والكتابة. ولتعلم اللغة العربية مثلا لا بد من ممارسة كلام العرب وتكراره ، أما القوانين وحدها فلا تفيد لحصول الملكة اللغوية . وعلى هذا المنوال يرى بعض المفكرين أن تعلم قواعد لغة ما لا تعني المقدرة الفعلية على التعبير عنها بصورة تمكن من التواصل والتفاعل مع الآخرين . وكل هذا يدل على أن اكتساب اللغة لا يتم إلا بالممارسة والتمرن .
ثالثا : الأسس التي يمكن الاعتماد عليها في تدريس القواعد
الأساس الأول : الاتجاه في تعليم القواعد نحو الوظيفية ، ونعني بذلك أن نتخير من القواعد – النحو مثلا - ما له صلة وثيقة بالأساليب التي تواجه التلميذ في الحياة العامة ، أو التي يستخدمها .
الأساس الثاني : استغلال الدافعية لدى المتعلم ، ولا شك أن هذه الدافعية تساعده على تعلم القواعد ، وتفهمها ، ويمكن للمعلم هنا أن يجعل الدراسة في القواعد قائمة على “حل المشكلات” فالأخطاء التي يحدثها التلاميذ في كتاباتهم ، أو التي يخطئون فيها في قراءاتهم يمكن أن تكون مشكلات للدراسة مع التلاميذ .
وهكذا يمكن أن يثير المدرس حماسة التلاميذ نحو أسلوب معين ليوجد لديهم الدافع الذي يجعل عملية التعلم مستساغة مقبولة لدى التلاميذ .
الأساس الثالث : تدريس القواعد في إطار الأساليب التي في محيط المتعلم وفي دائرته ، والتي تربطه بواقع حياته ، وفي قراءات التلميذ ألوان كثيرة تخدم هذه الغاية .
الأساس الرابع : البعد بالمنهج عن الترتيب التقليدي في معالجة مشكلات النحو وتخليصه من الشوائب التي لا تفيد التلاميذ ، ومن كثير من المصطلحات الفنية .
الأساس الخامس : الاهتمام بالموقف التعليمي ، والوسائل المعينة ، وطريقة التدريس ، والجو المدرسي ، والنشاط السائد .
الأساس السادس : الاهتمام بالممارسة ، وكثرة التدريب على الأساليب المتنوعة ، في هذا تثبيت للمعلومات ، وتحقيق للأهداف المرجوة .