[size=18]سبق- الرياض: لا تخلو قصة أم خالد على ما فيها من مأساة، من جانب يثير الإعجاب، فهي مرت بظروف صعبة أفقدتها وظيفتها التعليمية، ومع ذلك لا تزال تتحمل مسؤولية والدها المسن وولدها الصبي دون أن يكون لديها مصدر دخل، بل أنها وبروح التحدي تمكنت من الحصول على شهادة جامعية، إلا أن ذلك لم يشفع لها كي تحصل على عمل يقيها ذل السؤال.
وقالت المواطنة التي فضلت عدم نشر اسمها لـ"سبق": تخرجت من الكلية المتوسطة للمعلمات والتحقت بسلك التعليم وعملت فيه تسع سنوات, وكنت أعول والدتي المشلولة والمصابة بالضغط والسكر بالإضافة إلى ولدي خالد, وقبل عشرة أعوام تقريباً شاء القدر أن أدخل إلى شقتي الواقعة بمحافظة جدة خادمة غير نظامية لتقوم برعاية والدتي المشلولة, وذات يوم حصل بيني وبين الخادمة مشادة تطورت إلى التشابك بالأيدي فأرادت الهروب من المنزل وسقطت على عتبة المطبخ وحصل لها نزيف داخلي أدى إلى وفاتها".
وتضيف أم خالد: "بعد ذلك بدأت فصول المعاناة حيث تم إيقافي في دار الملاحظة للفتيات بمكة المكرمة لما يقارب تسعة أشهر, ثم تقدم والدي بطلب ترحم إلى الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز- رحمه الله- وتم إطلاق سراحي لأخرج من الدار لأجد ورقة فصلي من الوظيفة وورقة طلاقي تنتظراني في المنزل".
وتتابع: "علمت والدتي المشلولة بفصلي وطلاقي فساءت حالتها الصحية, وبعد ذلك أصيبت بجلطة وأدخلت المستشفى ثم انتقلت إلى رحمة الله, فانتقلت للعيش مع والدي وزوجته الثانية في منزل قديم والآن أعيش أنا وولدي خالد في غرفة واحدة في وضع لا يمكن احتماله, هل تصدق أنه في بعض المرات ينقطع عنا الماء لأيام؟.. وتقول: "زاد من المعاناة أن والدي الذي تجاوز عمره الثاني والتسعين لا يقدر على الحراك, ورغم أني بعثت بعشرات البرقيات للمسؤولين لكي يعيدوني إلى عملي أو يجدوا لي وظيفة أقتات منها ولو كانت بالتعاقد، إلا أنني لم أجد تجاوباً".
وتضيف: "قررت مواصلة دراستي في جامعة الباحة وحصلت على البكالوريوس في تخصص التربية الإسلامية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف, وقدمت أوراقي إلى وزارة الخدمة ولكن دون جدوى, فأمامي الكثير من المتقدمات, علماً أن لدي خبرة تسع سنوات في التدريس بالإضافة إلى شهادة في قيادة الحاسب الآلي, وكل ما أتمناه أن يتم إعادتي إلى عملي لأحصل على لقمة شريفة أو على الأقل أحصل على منزل يضمني وابني الذي أعوله وحدي، علما بأن لدي صك أعالة يثبت ذلك".
وتابعت: "الله يعلم أنني لا أملك من حطام الدنيا شيئاً سوى ألف ريال تصرف لي من الضمان الاجتماعي، وأرجو أن يصل صوتي إلى المسؤولين وأهل الخير لمساعدتي".
ا[/size]
منقول من
http://www.sabq.org/sabq/user/news?section=9&id=29